يمكن اعتبار مسألة تجاوز الخطاب الديني التقليدي من قبل ما يُعرف اليوم ب "النِسويّة الإسلاميّة" مدخلاً مُلائماً لإعادة بناء الإنسان العربي الجديد، سواء أكان رجلاً أم امرأة. هذه «النِسويّة الإسلاميّة» الجديدة لديها طرّح إصلاحي للخطاب الديني البارِز في المنظومة الفقهيّة والثقافة الدينيّة حول المرأة والأسرة؛ حيث تتناول قضايا ذات أبعادٍ ثقافيّة وحقوقيّة، وبخاصّة تلك المُرتبطة بحقوق المرأة الإنسان كما هو متعارَف عليه دوليّاً وعالَميّاً. فكثيراً ما تُصنَّف تلك الحقوق بأنّها مُتعارِضة مع الدين الإسلامي وتعاليمه؛ حيث لا زالت قضايا مثل المساواة الكاملة بين الجنسَين في المجالات كافّة، والتي ترفض أيّ شكل من أشكال التمييز ضد المرأة على أساس الجنس، والذي قد يطاول المرأة في أيّ مجال من المجالات، مرفوضاً. وقد ظهر هذا الرفض في التحقّظات على اتّفاقيّة القضاء على كافّة أشكال التمييز ضدّ المرأة، وهو المبدأ الذي تقوم عليه مُعاهدة الأمم المتّحدة المعروفة بـ«السيداو».
Description:
فصل من الكتاب السنوي الخامس لمؤسسة الفكر العربي تحت عنوان "نحو إنسان عربي جديد".