Abstract:
ساهم والي مصر مُحمَّد علي باشا بِخدماتٍ جليلةٍ لِلدولة العُثمانيَّة في كُلٍ من شبه الجزيرة العربيَّة والمورة، عندما حارب الوهَّابيين والثُوَّار اليونانيين، وطمع في مُقابل ذلك أن تُكافئه السلطنة بِإحدى الولايات إلى جانب مصر، إلَّا أنَّ هذا لم يحصل. ولمَّا كان مُحمَّد علي ذا أطماعٍ سياسيَّةٍ بعيدة، فقد قرَّر أن ينتزع بلاد الشَّام ويضُمُّها إلى مُلكه بِالقُوَّة، لأهميَّتها الاستراتيجيَّة والاقتصاديَّة والبشريَّة، فاستغلَّ الاضطرابات وحالة الضعف التي تمر بها الدولة العُثمانيَّة، فأرسل جُيُوشه إلى الديار الشاميَّة وتمكَّن من ضمِّها إلى ولايته، وأُجبر السُلطان على الاعتراف بِالواقع الجديد أمام الضُغُوطات الأوروپيَّة وفي سبيل إحلال السلام في البلاد العُثمانيَّة. أدَّى ضمُّ مُحمَّد علي باشا لِبلاد الشَّام إلى تعرُّضها إلى الكثير من المخاطر نتيجة ازدياد التدخُّلات الغربيَّة في شُؤونها الداخليَّة، التي جاءت نتيجة تحالف مُحمَّد علي باشا مع فرنسا، وبالتالي ازدياد نُفُوذها في الشَّام في ظل حُكمه، وسعي باقي الدُول الأوروپيَّة للحفاظ على مصالحها في تلك البلاد، ممَّا أضرَّ بِشؤون السلطنة العُثمانيَّة ورعاياها على المدى البعيد.
