Abstract:
يواجه المدافعون والمدافعات عن حقوق الانسان في المنطقة العربية عدّة تحدّيات تعيد تشكيل دور العمل الحقوقي وسبل عمله وتأثيره بفعل تغيّرات عولمية وإقليمية ووطنية. وتسارعت هذه التحدّيات منذ اندلاع حركات مستمرّة وتحوّلات سياسية كبيرة في المنطقة في مطلع العقد الذي يقارب على الانتهاء. وتواجه الحركة الحقوقية التي تضم فاعلين أفراد ومنظمات غير حكومية وتجمّعات وشبكات أهلية عابرة للقومية وعولمية ضغوطًا و/أو لا مبالاةً متزايدة من جانب حكومات وقطاعات مجتمعية متعدّدة. ويخضع الحقوقيّون لضغوط متقاطعة بسبب الزّخم المتزايد للحركات القومية اليمينية وتزايد العسكرة والأمننة تجاه الحركات الاحتجاجية المتصاعدة ضد اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك بسبب تدفّق المهاجرين غير النظاميين فراراً من أوضاعٍ لا تُطاق في الجنوب العالمي نحو المراكز الحضرية ودول الشمال الغني. وأخيراً، تتّسع الشقوق في أبنية السياسة التمثيلية والديمقراطية الإجرائية التي كانت تسمح للمجموعات الحقوقية بممارسة الضغوط والقيام بأعمال التمثيل والمناصرة