Abstract:
كان مــن تداعيــات الحـراك الثوري الــذي عــم المنطقــة العربيــة منــذ 2011 احتــدام الجــدل حــول ثنائيــة التغييــر والإصــلاح فــي تقييــم الحــركات الاجتماعيــة، ولا ســيما الحركــة النســوية العربيــة. فمــن ناحيــة، يــرى البعــض أن الحــركات النســوية العربيــة فشــلت فــي إحــداث تغييــرات جذريــة لأوضــاع النســاء فــي معظــم بلــدان المنطقــة العربيــة، مــع الأخــذ فـي الاعتبـار عـدة اختافـات مهمـة بيـن البلـدان والمناطــق، وأن التقــدم فــي بعــض المجــالات مثــل التعليــم والعمــل والقوانيــن لا يطــال كل النسـاء، وأن حديـث الإنجـازات التـي تصـدره بعـض دول المنطقــة مــا هــو إلا تســويقات سياســية هدفهــا تحســين صــورة الأنظمــة العربيــة، بــل أنــه ليــس مــن المســتطاع نظريــا وعمليــا إضفــاء صفــة الحركــة علــى العمــل النســوي، حيــث أنهــا لا تتســم بالمكونــات الأساســية لأيــة حركـة، مثـل التنظيـم ووجـود قاعـدة جماهيريـة. ومــن ناحيــة أخــرى، يذهــب البعــض الآخــر إلــى التركيـز علـى الإصاحـات التدريجيـة التـي حدثـت علــى مــدار ســنوات طويلــة فــي إطــار تنظيــر الحــركات الاجتماعيــة خاصــة تلــك التــي ظهــرت فــي الســتينات ولا تتحــدى ســلطة الدولــة ولا تتبــع قيــادة موحــدة وتتميــز عــادة بالتركيــز علـى قضيـة واحـدة، أو علـى المطالبـة بحقـوق مجموعــة أو فئــة مهمشــة أو علــى محاولــة تحسـين جـودة الحيـاة