Abstract:
عقد كامل انقضى إذن على احتجاجات الربيع العربي، عقد لم يتبق منه إلا التجربة التونسية التي أطرت نفسها بنفسها، لتسلم
اللحظة الثورية إلى إصاح ديمقراطي تمثيلي مؤمن بالتحول الديمقراطي ومؤجل للقضايا الاقتصادية والاجتماعية، عقد انهارت فيه تمامًا أقطارًا مثل ليبيا واليمن وسوريا واشتعلت فيها حروبًا أهلية غير مسبوقة وامتدت الأيادي الإقليمية والدولية لتتحكم في مصيرها في سياقات تذكرنا بلحظات استعمارية في النصف الأول من القرن العشرين.
نأمل من خال النظر إلى تجارب ست دول، مصر وسوريا واليمن والمغرب ولبنان والجزائر، أن تكون مجرد بداية لفتح نقاش أكثر عمقًا وأوسع في نطاقه الجغرافي ليشمل في النسخة القادمة، دول الموجة الأولى التي لم نستطع إضافتها في هذا التقرير
كتونس باعتبارها مفجرة هذا الزخم، وليبيا ومقارنة وسائل التوثيق وحفظ التاريخ في زمن الحروب والاقتتال الداخلي مع التجربتين السورية واليمنية. ومن ناحية أخرى نتطلع في إصدارات قادمة أن نرصد التجارب الناشئة التي قُتلت في مهدها كالتجربة البحرينية والأردنية، وإن كانت الأخيرة أكثر زخمًا بعد تحركاتها الأولى في مقابل التجربة البحرينية التي قمعت بشدة.